--------------------------------------------------------------------------------
هذه القصة في سورة النور، حوالي 20 آية في سورة النور. تتحدث عن كيفية تعامل المجتمع مع الشائعات. فالقصة تتحدث إلى الصحافة، والإعلام، ومحذرة إياهم من ترويج الشائعات، وموجهة للسيدات اللواتي يكدن إلى سيدات أخريات، فتقوم بترويج الشائعات، وهي موجهة أيضاً للشباب في الجامعة الذين يتحدثون عن البنات في الجامعات.
تألم النبي ألماً شديداً بسبب ذلك فقد أوذي إيذاءً شديداً وتأخر الوحي شهراً كاملاً. لكي تتعلم من ذلك ولا تتكلم عن شرف أي إنسانٍ، أو تنشر شيئاً يسئ إليه، أو تتحدث عن عرضه. فهناك الكثير من الدروس في القصص القرآنية، يقول الله تعالى "أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً" (النساء82) ويقول الله تعالى "أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا "(محمد24).
القسم الرابع: المؤمنون، ولكنهم تكلموا في هذا الموضوع، ومنهم مسطح بن أثاثة، الذي ينفق عليه أبو بكر، ومنهم أيضاً حسان بن ثابت، شاعر النبي، الذي قال له النبي :" قل يا حسان وروح القدس يؤيدك".
تقول السيدة عائشة :" فظللت ثلاثة أيام لا يرقي لي دم، ولا أكتحل بنوم، ولا يغمض لي جفن؛ حتى ظننت أن كبدي سينفطر من شدة البكاء".
موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هناك أربعة حلول أمام النبي صلى الله عليه وسلم:
الحل الأول: هو أن يطلقها ولكنه لم يفعل ذلك.
الحل الثاني: أن يدافع عنها بقوة، ويستخدم سلطته كقائد؛ بإصدار قرار بعدم الحديث عن زوجته السيدة عائشة، ولكنه لم يفعل ذلك، لأن النبي زوج فلا يصلح له أن يستخدم القيادة في الدفاع عن زوجته.
الحل الثالث: أن يترك الموضوع للمجتمع، يختار ما يشاء.
الحل الرابع: وهو الذي اختاره النبي، وهو أن يتحدث مع شرائح مختلفة في المجتمع، فبدأ بالحديث مع أم أيمن الجارية، وقال:"أوسمعت ما يقول الناس يا أم أيمن؟"، قالت:"نعم يا رسول الله"، فقال:"فماذا تقولين يا أم أيمن؟"، فقالت:"أحمي سمعي وبصري يا رسول الله، والله ما علمت عنها إلا خيراً يا رسول الله".
تقول السيدة عائشة فبكيت هكذا ثلاثة ليالي، حتى أتاني النبي _صلى الله عليه وسلم_، فدخل عليَّ وعندي أبواي، وقال :"يا عائشة إن كنت بريئة فسيبرئك الله"، وإن كنت قد أذنبتي فاستغفري الله، فإن الله يغفر للعبد إذا أذنب وتاب"، تقول السيدة عائشة:"فتوقف الدمع في عيني ونظرت إلى أبي وأمي" وقلت لهم:"أفلا تجيبون رسول الله؟"، فقالوا :"والله لا ندري بما نجيب رسول الله"، فقالت:"والله أرى أن أمراً استقر في نفوسكم وصدقتم، فإن قلت لكم واعترفت بشيء لم أفعله صدقتموني، وإن قلت لكم لم أفعله لم تصدقوني، والله لا أجد لي ولكم إلا قول أبا يوسف – مما هي فيه نسيت اسمه وهو يعقوب وقالت أبا يوسف-:"فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون". تقول:"فقبل أن ينهض النبي _صلى الله عليه وسلم_ من مجلسه قمت إلى سريري، ادعو الله:"اللهم إني أعلم أنك ستبرئني".
قال أبو بكر أنه لن ينفق على مسطح فنهاه الله تعالى عن ذلك وقال"وَلَا يَأْتَلِ أُوْلُوا الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُوْلِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ" وذلك يدل على أهمية صلة الرحم ويجب على كل إنسان أن يعفو ويسامح أخيه حتى يعفو الله عنه. ويقول الله تعالى "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ* يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ* يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللَّهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ"
الآداب الإجتماعية التي تشتمل عليها سورة النور:
• تزويج الشباب:
يقول الله تعالى:"وَاَنكِحُوا الْأَيَامَى مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِن يَكُونُوا فُقَرَاء يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ* وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمْ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ... "
• الاستئذان:
يقول الله تعالى:"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِن قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِن بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاء ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ "
• غض البصر:
يقول الله تعالى :"قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ "
• الحجاب:
يقول الله تعالى :"وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ "
الخاتمة:
سميت بسورة النور؛ لأن الإنسان لو نفذ هذه الآداب؛ سيستنيرُ المجتمع، ومصدر النور هو الله سبحانه وتعالى"اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ... " وينزل هذا النور في المساجد "فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ" وينزل هذا النور على "رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ " ويصف الله من لم يفعل هذه الآداب الإجتماعية "أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُّجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ مَوْجٌ مِّن فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَن لَّمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ "ولذلك يجب أن نقرأ سورةُ النور ونعمل بما فيها من أحكام؛ لكي يستنيرَ المجتمع.
مع تحياتى ...... مصطفى الزهيرى.