لقد صنع منتخب مصر من الأحلام والأماني المزروعة في الشارع الرياضي الذي يجسده الشعب المصري العاشق للكرة ومنتخب بلاده واقعاً من ذهب ممزوج بالعرق والكفاح وعلو العزيمة المشتركة بين المنتخب إدارة ولاعبين وجهاز فني وإعلام وشارع شعبي.. والتي أظهرها (المعلّم) المدرب حسن شحاتة في صورة وطنية خالدة في بطولتين إفريقيتين ما بين القاهرة وأكرا.
المعلّم شحاتة لم يقدم منتخباً بطلاً فقط.. بل قدم أيضاً شخصية هذا البطل المستقلة والمتماسكة والتي تفرض احترامها على جميع منافسيه. وقدم (المعلّم) دروساً أكبر في كيفية المدرب الذي يثق في نفسه ويرفض التدخل في عمله.. وحتى غطرسة النجوم.
من يستطيع أن يقول أن شحاتة لم يختر لاعبين ذوي مستوى رفيع ويحتاجهم المنتخب ويشهد النقاد والمتابعون والجماهير بذلك.
من يستطيع أن يقول أن المعلّم يضحك على الشارع الرياضي والإعلاميين بمبررات واهية عن استبعاده لاعبين يستحقون قميص الوطن.
من يستطيع أن يقول أن شحاتة لم يكن مستقلاً وشجاعاً في معاقبة النجوم وليس المنتخب عندما استبعد ميدو لتجاوزه على صلاحيته.. ووضع زيدان على مقاعد البدلاء مؤقتاً كقرصة إذن ثم أعاده.
من قد سمع أو شعر أن هذا المدرب العربي الأصيل مخترق أو يضحك على ذقون الرياضيين بفلسفته التدريبية في كل شيء. ومن سبق له أن شاهد مدرب منتخب في محيطنا الجغرافي يحترم فكره التدريبي.. واستقلاليته.. واختياراته.. وقراراته.. على حساب العقد الدسم.. وتاريخه.. وضغوط الآخرين.. وفضول الإعلام؟ شحاتة.. فقط هو من فعل ذلك. لذا ليتهم في عالمنا العربي يتعلمون منك (يا.. معلّم) لأن المنتخبات ملك وطن باسمه وسمعته وشعبه العاشق لمجده.. وليست عناء ومكابرة ومواقف شخصية.. على حساب كل ذلك.