اهم اسباب رفض التغيير
1-الجهل:-
فالانسان لا يعرف اهدافه وجاهل بها. ماذا تريد؟ لماذا تفكر فى الموضوع؟ إذاً متى افكر فى الموضوع؟ هذه أهم قضية يجب ان نفكر بها.
لماذا انت موجود على هذه الارض !!؟
ماهى اكبر قضية وجدت لاجلها !!؟
ما هو هدفك !!؟
ما هو الطريق الذى سوف تسلكه للوصول الى هدفك !!؟
ماهى الخطوات التى سوف تمشى عليها !!؟
ماهى العقبات التى سوف تواجهك وكيف تتغلب عليها !!؟
اذا كنت جاهلا لكل تلك الامور فلن تستطيع ان تغير ، فالجهل هو الذى يجعل الانسان لا يغير ويرفض ان يتغير.
2-لعدم وجود مساندين:-
لان الطريق صعب ولان الانسان يحتاج الى المشورة فعندها يحتاج الى المساندين.
فطريق التغيير سهل نظرياً لكنه عملياً صعب ويحتاج الانسان الى من يساعده وينصره ويسانده فيه ويحتاج الى اصحاب واصدقاء. حتى النبى صلى الله عليه وسلم احتاج الى ذلك ونحن بالطبع اضعف من الانبياء.
اذاً فالتغيير جزء منا وعلى الانسان ان يحرص على ان يكون له مساندين ومؤيدين ويعينونه فىذلك.
3- التخطيط:-
كلما خطط الانسان وكلمات عرف ماذا يريد وكيف سيصل اليه كلما كان التغيير اسهل. الدراسات الادارية اثبتت ان كل ساعة نقضيها في التخطيط توفر ثلاث الى اربع ساعات عند التنفيذ.
إذاً التخطيط ليس تضييعا للوقت فالتخطيط وعى وفهم وبنا وتوفير عند التنفيذ.
وقواعد التغيير التى ثبتت على مدى الزمان وثبتت بالدراسات العلمية أن كل تغيير سيواجه بمقاومة. إذاً لابد من الاستعداد المسبق لتلك المقاومة.
وقد قام د/ طارق السويدان بإجراء دراسة حول طرق المقاومة. ومن الطرق التى تستخدم لمقاومة التغيير وخاصة فى تغيير المنظمات والجماعات والاحزاب. وجد ان هناك عشرين طريقة لمقاومة التغيير.
فمثلا فى الالعاب الرياضية نراهم يجرون ويركلون الكرة وكأنهم لا توجد خطة بينهم لكن الذى يعرف هذه اللعبة واصولها يجد فيها تخطيط.
والفرق بين الذى يفهم المقاومة والذى لا يفهمها مثل الذى ينزل للعبة كرة القدم ولا يعرف الخطة الذى سيتبعها الخصم ولو عرف تلك الخطة لاستطاع التغلب على خصمه واذا لم يعرف خطة الخصم وطريقة اللعب لن يستطيع التغلب عليه.
وهذا هو الذى نتحدث عنه هنا. فإذا استطعت ان تفهم المقاومة وتفهم اساليبها وطرقها سيكون من السهل عليك ان تقاومها.
الطرق قابلة للتعلم ويستطيع الانسان ان يعرفها فإذا بدأ يواجه المقاومة يستطيع ان يتغلب عليها لانه يعرفها مسبقا بعكس الذى يدخل وهو جاهل لهذه المسائل.
وهذه من فوائد دراسة منهجية التغير.
وبالنسبه لنا نحن المسلمين فالتغيير السليم يجب ان يلتزم بأخلاق راقية لكن هذه القاعدة مأخوذة من الغرب إذ وجد الغربيون رغم ان قضية الاخلاق عندهم ليست الاساس فىعلم الادارة ، فالمهم عندهم كيف تنتج اكثر وبكفائة اكبر ووقت اقل وجهد أقل وتكلفة اقل وهذا هو علم الادارة باختصار.
حيث قال: أحد أساتذة الادارة الغربيون ان الاخلاص اساس النجاح وهذا غير موجود لديهم وقال ايضاً: إذا استطعت ان تقنع الناس انك مخلص فقد نجحت.
لكن هذا الفكر الغربى المنمق بهذه الطريقة والذى بنى على نظريات مادية بحتة اسسها [اوم سميث] و [فلدريك نايلور] وامثاله بدأ يتغير وبدأ الفكر الغربى يفهم ويعى اهمية الاخلاق.
ويجب ان نشهد بالحق انهم بدأوا يسبقونا فى التأهيل العلمى ولكن ليس فى الاخلاق وبرغم اننا نحن اهل المبادىء والقيم والاخلاق ولكن للأسف نطرحها طرح وعضى ولا نطرحها بشكل علمى ، ولا يوجد كتاب فى الادارة يقول كيف ادير وليس اتعامل وانما ادير بالاخلاق.
وهناك اناس كثيرون يسألون عن الكتب الممتازة فى التغيير باللغة العربية ليقرؤوها ولكن لم يجدوا كتاب واحد فى هذا المجال.
وقد ذكر القرآن الكريم امورا كثيرة فى التغيير ولكن التغيير علم ذو قواعد واصول وخطوات ومراحل و منهجية. ولم نجد اناس يتساءلون عن كتب فى الابداع ونحن اصل الابداع فى الحضارات و بالرغم من ذلك لا يوجد كتاب حول ذلك للناس حيث يوجد ثلاثين كتاب باللغة الانجليزية حول هذا الموضوع. وحتى قضية الاخلاق التى هى صنعتنا فالغربيون سبقونا اليها واستطاعوا ان ينظّروا اليها تنظيراً غير عادي. وكيف يستطيع المدير ان يمارس ادارته بالاخلاق وقد توصلوا الى النتائج التالية:
•ان الذى لايدير بالاخلاق ينجح لكن على المدى القصير اما الذى يريد ان ينجح على المدى الطويل فليس له خيار الا ممارسة التغيير بالاخلاق.
وهذا اصل فى ديننا الاسلامى واذا لم نلحقه فسيصبح عملهم وابتكاراتهم .
•يستطيع الانسان ان يقلل المقاومة من خلال العلاقات الجيدة وهذا مبدأ وقاعدة من قواعدالتغيير أي كلما كانت علاقتك افضل كلما زادت قدرتك على مقاومة المقاومة بشكل اكبر.
•ايضاً من القواعد معرفة النفس البشرية.
رغم اننا نحاول ان نطرح هذا المبدأ بصورة ادارية الا أننا يجب ان نعترف ان هذا الموضوع هو صنعة اهل السلوك وعلم النفس والفلسفة اكثر من أهل الادارة. لكن مشكلة اهل السلوك وعلم النفس والفلسفة أنهم يعقدون الامور وجماعة الادارة يحاولون تبسيط الموضوع والذى يريد ان يدخل اعماق هذه القضية ليس له مفر من الدخول فى علم النفس و فهم النفس. ويجب على علماء النفس ان يطرحواعلمهم بصورة ابسط قابلة للفهم العام.
إذاً عملية التغييركلما كانت واعية تتجاوز المضار وتدخل فى اعماق النفس البشرية سيكون التغيير فعال ومجدى.
ابنك المراهق الذى اتعبك لماذا يتصرف بهذا الشكل؟ يجب ان نسأل انفسنا ما الذى يدفعه الى هذه التصرفات؟ او ماهى القضايا التى يحاول الابن ان يثبتها؟ وما الذى يتمتع به؟ يجب ان نحاول البحث عن الاجابات ثم نحدث التغيير.
أما أن تحاول التغيير بالتهديد والضرب والحبس فلن تغير شىء لانك تمارس تغيير خارجى والقضية ليست قضية خارجية بل قضية نفس بشرية.
فالذى يحاول ان يغير من الخارج فلن يستطيع ان يغير شىء فلابد من ممارسة عملية التغيير الفعال بأن نفهم اولا النفوس ثم نغير.
حيث ان كل تغيير يحدث فى البيئة العربية يختلف اختلافا جذرياً عن التغيير فى اليابان او امريكا او بريطانيا وغيرها مثلا.
فعدم مراعاة البيئة كالذى يأتى ويريد ان يجعلنا من عالم الغرب بدون أى فهم لواقعنا وعلاقاتنا ونفسياتنا وخلفياتنا ومبادئنا واصولنا ، فلا يمكن ان يحدث التغيير الناجح بل يحدث تغيير مبتور يقتل فوراً ، وكم هناك من محاولات تغيير مبتورة عن البيئة فشلت ولم تستمر.
•فهم البيئة ومراعتها دون الاستسلام لها.
مراعاة البيئة شىء والاستسلام لها شىء آخر ، لكن عليّ أن أفهم كيف يفكر هذا الذى امامى او كيف يتعامل؟ وكيف استطيع أن أمارس التغيير دون أن اتصادم مع هذه القيم والعلاقات؟ وكيف استطيع ان اغير هذه القيم والعلاقات دون ان احدث مشكلة؟
وهذا جزء من فهم عملية التغيير.
•ومن مبادى التغيير الرئيسية:
التفاؤل.
فالذى يغير وهو متشائم لن يغير شىء ويجب ان يكون عند الانسان امل وطموح ، أما اذا وصل الانسان الى الاحباط واصبح مثل سعد زغلول (مافيش فائدة) والذى يقول مافيش فائدة فلن يغير .. فالذى يغير هو الذى يستمر وعنده امل فى الوصول الى نتيجة مثل المرأة التى فقدت الامل فى ولدها او الرجل الذى فقد الامل فى زوجته او العكس لن يستطيع ان يغير.
ودائماً التفاؤل شيء اساسي في عملية التغيير ، ونؤكد فى ختام قواعد التغيير على ان اعظم تغير هو الذى ينبع من داخل النفس االبشرية من تأمل ونظر وتفكر وان اعظم لحظات تؤثر فى الانسان هى لحظات التفكروالتأمل والمناجاة ، قال تعالى: (( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون فى خلق السماوات والارض ربنا ماخلقت هذا باطلاً )).