17 لدينا ميزة روح التعاطف المختلطة بالأمومة، يعنى لو ماشى بعربيتك و
كاوتش عربيتك نايم شويه او نص نايم او حتى مهوّى،هتلاقى كل العربيات اللى
بتعدى عليك بتهدى جنبك وكل اللى فيها بيشاورولك على الكاوتش ، وهناك من هم
متأججى المشاعر الذين يطاردونك حتى يلحقون بك (و بيكسروا عليك علشان
يلفتوا نظرك ....الفرده اللى ورا عايزه تتزود).
18 النقطه السابقه نفسها تتكرر لو كنت ماشى بعربيتك وفيه باب من ابواب العربية مش مقفول كويس.
19 النقطة السابقة نفسها تتكرر لو ماشى وغطا تنك البنزين مفتوح.
20 تابع لروح التعاطف والأمومة ،إذا كنت على كورنيش المعادى او الأتوستراد
او الطريق الصحراوى ، ولاحظت أن السيارات القادمة فى الإتجاه المقابل كلها
بدون استثناء (عمّاله تقلّب لك نور) ، ستعرف فورا (إنه فيه رادار أو لجنة
رادار على الطريق) و أن تقليب النور ماهو إلا تحذير أمهاتى إنه (خُد بالك
يا بنى و على مهلك).
21 من اجمل ما فى الشارع المصرى تلك الجمل التى نراها مكتوبة على السيارات
بكافة الأنواع،وهى مليئة بالحكمة احيانا ( السعادة فى الرضا)، وبالوقاحة
احيانا (صغير بس يحيّر)،و بخفة الدم احيانا (المجروحين يمسكوا يمين)،و
بالطيبة احيانا (يا بركة دعاكى يا أمى)، و بالمياصة أحيانا(من حق الكبير
يتدلع)،و بالغموض أحيانا (للكبار فقط).
22 من اجمل ما فى الشارع المصرى روح التعاون ، وتتجلى هذة الروح فى (ورطة
الزق)، فعندما تعطل سيارتك وتطلب من أقرب مجموعة أشخاص أن (يزقوك) سيستجيب
لك الجميع فورا..ولكن لأى مدى؟، لأبعد مما تخيل، فالشخص الذى تورط فى أن
يزقك لن يتخلى عنك حتى تدور سيارتك وتنطلق مسرعا ملوحا له بالشكر من شباك
سيارتك، لكن من الوارد أن تستمر عملية الزق لمسافة طويلة تجعلك تشعر
بالإحراج ،ومن الوارد أن تتوقف العربية مرة أخرى فتنزل من سيارتك وعلى
وجهك ابتسامة بلهاء فتجد الأشخاص الذين قصدتهم من قليل يعودون إليك مرة
اخرى و يواصلون عملية الزق لدرجة تجعلهم يبتعدون عن المكان الذى كانوا
يقفون فيه بمسافة تحتاج لمواصلتين علشان يرجعوا لها ...بس الجميل فى مصر
إنه مش مهم الناس دى مشيت معاك لحد فين المهم عربيتك تدور وتمشى وترحمهم
من الورطه اللى حطوا نفسهم فيها.
23 الأظرف عندما يكون العطل اللى فى سيارتك من النوع الذى لايفلح معه
الزق، هنا سيستمر الناس فى زقك إلى ان يفقدون الأمل تماما، وساعتها
سيقترحون عليك أن (إحنا هنزقك على جنب وتركن عربيتك وتقفلها وتروح تجيب
ميكانيكى)، وقد تجد بينهم شخص لا يفهم فى الميكانيكا لكنه عاطفى جدا و
سيفاجئك بطلب غريب( إفتح كده الكبوت).
24 روح التعاون والتعاطف لها أشكال كثيرة ،مثل أن يتعاون الناس فى عدل
سيارة إتقلبت على الطريق ، تراهم بهمة عمال البناء ينظمون انفسهم ويوزعزن
أدوارهم و يحددون التكنيك المناسب لعدل السيارة مع العد( 3،2،1) و (بسم
الله الرحمن الرحيم...زق زق ).
25 ولأن الله (بيقدّر و بيلطف)، قدرنا ان تمتلىء شوارعنا بالحفر العميقة و
البالوعات المفتوحة، ولكن لطف الله يتجلى فى الروح المصرية التى تحشد
العشرات لإنتشال السيارة من الحفرة.
26 لدينا عدد لا بأس به من الناس الذوق ذوق ذوق، مثل هذا الشخص الذى
لايكتفى بإشارة يمين ولكنه يخرج لك ذراعه من الشباك احتياطى لتكون مش واخد
بالك، و هناك الشخص الذى لا يكتفى بإشارة الإنتظار إذا اضطر إلى الوقوف
لكنه يرفع لك يده أعلى من مستوى السيارة فى إشارة تحمل مزيجا من الشكر
والتنبيه،وهناك الشخص الذى تضطره الميكروباصات لأن (يكسر عليك) فيضطرإلى
أن يفض ماشى قدامك لمسافة ميتين متر وهو رافع إيده لك أسفا و إعتذارا،
وهناك من يضطره الإستعجال لأن يقفل بعربيته عليك ويدخل الى محل ما وهو
عينه على العربيات اللى قافل عليها و ما أن يراك تفتح باب سيارتك وقبل أن
تمتعض تراه جاى جرى وعلى وجهه ابتسامه تجعلك تود أن تقول له (ياريت الناس
اللى بتركن صف تانى كلها زيك كده)، يقول لك (آسف) فلا تملك إلا ان تقول له
(ماحصلش حاجه).
27 هناك شبه إتفاق بين المصريين إنه مافيش مشاكل يعنى وأنت سايق لو تسرق
الحته دى عكسى أو تخطفها مخالف أو (أنت مالكش دخله من الفتحه دى بس خش خش
الوقت متأخر مش هتلاقى حد واقف...حد طبعا بمعنى أمين شرطة).
28 من حقك تعمل مطب قدام بيتك ، أو قدام المحل بتاعك أو المدرسة بتاعتك
علشان تحس بالأمان ، و بناء المطب حق مكفول لأى مواطن ولا يحتاج لتصريحات
ولا يكلفه أكثر من شيكارتين اسمنت.
29 من المميزات التى يمكنك الحصول عليها فى شوارع مصر فقط هى إنك من حقك
تمنع أى حد يركن قدام المحل بتاعك أو الورشة بتاعتك ،معللا ذلك بأنه (ده
باب رزق يا أستاذ)، وهى حجه قوية ومقنعة طبعا.